بوقطب
بوقطب هي بلدية في ولاية البيض وعاصمة دائرة بوقطب، الجزائر. تعتبر مدينة بوقطب من أهم مدن ولاية البيض وتعد ثاني بلدية من حيث الموقع والأهمية الإستراتيجية بعد مدينة البيض مدينة ديناميكية في التوسع والنمو حسب أهمية موقعها، وقد عرفت مدينة بوقطب تحولات كثيرة خاصة في الجانب الإداري فبعدما كانت بلدية لمدة طويلة تابعة لولاية سعيدة أصبحت منذ سنة 1984 دائرة تابعة لولاية البيض.
الموقع
تقع مدينة بوقطب شمال ولاية البيض وتبعد عن مقر الولاية بـ 106كلم وبموقعها هذا فهي تربط بين ثلاثة ولايات، ولاية البيض، ولاية سعيدة، ولاية النعامة تحتل موقعا استراتيجيا هاما وتعتبر منطقة حساسة ضمن الهيكل العمراني لغرب البلاد إذ أنها تقع ضمن شبكة هامة من العلاقات التجارية التي تربط الأقطاب الرئيسية سواء في التجارة والصناعة، ومن هذه الأقطاب سعيدة وتيارت وهران، مشرية، النعامة ، عين الصفراء ، البيض، مدينة بوقطب تعتبر من أهم دوائر الولاية تضم بلديتين بعدما كانت تضم أربع بلديات قبل التقسيم الإداري الأخير وهما (توسمولين والخيثر) يحدها من الشمال: بلدية الخيثر ومن الشرق بلدية الرقاصة والشقيق وأما الغرب ولاية النعامة وبلدية توسمولين وفي الجنوب بلدية توسمولين.
هذا الموقع وفر للمدينة سهولة في المواصلات إذ يعبرها طريقين وطنيين 6أ و6ب سعيدة بوقطب البيض ( سعيدة بوقطب المشرية إضافة إلى خط للسكك الحديدية الذي يربط المهدية بشار مرورا بمدينة بوقطب. تتربع مدينة بوقطب على مساحة قدرها 1995.20كلم2 ويبلغ عدد سكانها حوالي 23000 نسمة
حركية المبادلات التجارية
أن تاريخ مدينة بوقطب مرتبط كثيرا بتاريخ المبادلات التجارية شمال جنوب عبر السهوب الغربية للبلاد حيث أن موضع المدينة ضمن الشط الشرقي ووجود آبار ومصادر للمياه بها جعلها الممر الوحيد والإجباري للقوافل القادمة من الشمال أو الجنوب وظلت منطقة عبور هامة حتى نهاية القرن الماضي وذلك لظهور سكة الحديد سنة 1906 وزاد ذلك من أهمية المنطقة حيث ظهر الرعي واستغلال الحلفاء.
كما أنشأ الإستعمار الفرنسي خلال تواجده في المنطقة ثكنة عسكرية صغيرة لحماية المعمرين، ومن أوائل القبائل التي سكنت المنطقة هي قبيلة دراقة الغرابة وكان ذلك مع بداية القرن العشرين حيث كانت تشتغل في الرعي وحقول الحلفاء وزاد عدد الوافدين إلى المدينة حيث عملوا بنفس القطاع مما زاد عدد المستغلين له حتى غدت بوقطب منطقة هامة لتخزين الحلفاء وتسويقها إلى فرنسا وبريطانيا عن طريق البحر وتعتبر الحلفاء والماشية من أهم الموارد الإقتصادية التي أدت إلى تطور المدينة كما أن ظهور السكك الحديدية شجع كثيرا الدور التجاري الذي كانت تلعبه مدينة بوقطب آنذاك.
تطورت بعد ذلك خاصة وأنها عرفت نزوحا كبيرا من طرف الرحل وذلك خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي واستمر هذا النزوح إلى غاية الوقت الحاضر حيث أثر تأثيرا واضحا على البنية الإقتصادية للمدينة وكذا الزيادة الطبيعية للسكان كما أنه أدى إلى توسيع المدينة.
التسمية والتميز
كلمة بوقطب مشتقة من كلمة قطب (POLE) أي منطقة التقاء التجار القادمين إليها من الجنوب مرورا بمدينة بوسمغون محملين بالصوف والتمور مع التجار القادمين من الشمال المحملين بمنتوجات غذائية أخرى وبأسواقها تتم المقايضة ، أما عن تضاريسها فإن منطقة بوقطب ضمن منطقة سهبية منبسطة ومسطحة تقريبا مميزة بوجود مناطق رملية على أطرافها خاصة غربا وبإشرافها على السبخة (الشط الشرقي شمالا) وهذه الأخيرة تمثل 30 من مساحة البلدية، كما يتميز سطح البلدية بوجود التلال والمرتفعات والتي يتراوح ارتفاعها بين 1060م ـ 1240م كشبكة سيدي بلعيد (1238م) سعيد الحجة (1123م) باب العقول 1248م، وتتخلل هذه المرتفعات بعض الأودية الجافة منها.
واد الجيلالي، واد الغنم ، واد عبد الله ، واد الصياد، وتوجد بها ثروة نباتية كبيرة
تتمثل في الحلفاء الشيح ، الحرمل، السنقة، لالمة، وكذلك نبات الترفاس وقد تأثرت هذه النباتات جميعها من جراء الجفاف المتواصل.
أما مناخها القاري الحار صيفا والبارد شتاء والشهر الأكثر حرارة بالمنطقة هو شهر »أوت« أما الأكثر برودة فهو شهر جانفي ، وقد تمتد فترة الصقيع من 15 إلى 40 يوما ويبدا ذلك من شهر أكتوبر إلى شهر ماي تقريبا في أغلب الأحيان تبقى الرياح أهم ما يميز مناخ المنطقة خاصة خلال العشرية الأخيرة فقد عرفت هذه المنطقة هبوب عواصف رملية ورياح قوية خاصة في فصل الصيف والخريف الشيء الذي زاد من حدة الجفاف وأثر على مظاهر السطح وذلك بتكوين كثبان رملية في الناحية الجنوبية الغربية للمنطقة وهو الإتجاه الغالب للرياح.
ورغم أن منطقة بوقطب تقع ضمن منطقة قليلة الأمطار إلا أنها تتربع على شبكة هيدرولوجية هامة بالمنطقة.
كل المجاري المائية والأودية تجري من الجنوب نحو الشمال لتصب في النهاية بالسبخة أهمها (وادي الجيلالي، واد عبد الله ، واد قارة السلطان).
هذه الأودية جافة في معظم الفترات ما عدا فترة الأمطار ولكن سرعان ما تتسرب إلى الأسفل مكونة بذلك مياه جوفية صالحة للإستغلال وعن القطاع الفلاحي يختلف هذا القطاع عن غيره من القطاعات الأخرى لكون الأرض تلعب دورا في عنصر الإنتاج، كما أنه يتأثر بالعوامل المناخية من مطر وجليد ورياح... الخ ولهذا القطاع أهمية كبيرة في اقتصاد المدن والبلدان إلا أنه ذا أهمية لا تكاد تذكر في منطقة بوقطب وخاصة وأن الأراضي الزراعية قليلة جدا حيث أن أراضي المنطقة هي عبارة عن مساحات شاسعة من الأراضي المالحة (السبخة) في حين أن الأراضي الزراعية تبقى محضورة في منطقة الفافيل (ALFA VILLE) الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للبلدية كما أن المنتوجات الفلاحية تقتصر على الحبوب خاصة منها الشعير ويعتمد في سقي الأراضي الزراعية على الأمطار المتساقطة ولذلك فإن كمية الإنتاج متذبذبة من سنة إلى أخرى حسب كميات الأمطار المتساقطة.
أما عن الصناعة التقليدية تتميز منطقة بوقطب كغيرها من مناطق الولاية بصناعة الزرابي والنسيج حيث أن أغلب سكان البلدية يمارسون هذه الحرفة بالبيوت وهذه الصناعة تستغل في الإستهلاك المحلي في أغلب الأحيان ما عدا بعض العائلات التي تقوم بها قصد بيعها انطلاقا من المنزل أو عن طريق السوق الأسبوعية التي تقام كل ثلاثاء.